الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مع نهاية القرن 18 وبداية القرن 19 عرف العالم تغييرات جذرية بوصول الثورة الصناعية وإدخال الآلات في الصناعة
ومنها ظهرت عديد النظريات والأفكار التي تحاول تفسير الظواهر الاقتصادية وتسعى لوضع خطة ونهج للسير عليه ،
قصد تأطير العالم الاقتصادي فظهرت المدرسة الكلاسيكية والنيوكلاسكية و... ـ،
وهو الأمر ذاته الذي انطبق على كرة القدم في العصر الحديث ، إذ يمكن أن نسقط الوضع الاقتصادي في تلك الفترة
على التغييرات التي طرأت على تسيير كرة القدم الحديثة ، والانتقال من مرحلة الهواية والبدائية إلى مرحلة الاحتراف والمهنية .
إحتراف كلاسيكي أم احتراف كينزي
- من خلال ما جاء به رواد المدرسة الكلاسيكية أمثال آدم سميث ومالتس وغيرهم ، نجد أنهم كانوا من دعاة الحرية
الاقتصادية
بل وكانوا من المعادين لتدخل الدولة في المجال الاقتصادي ، كما يقول آدم سميث في مقولته المشهورة " دعه يعمل اتركه يمر".
بحيث يقتصر دور الحكومة على الدفاع و الأمن الداخلي و القضاء و عدم تدخلها فى النشاط الإقتصادى حيث أن الفرد هو الذى يتحمل نتيجة
نشاطه من ربح أو خسارة ...
يمكن القول أنها نفس توجهات الاحتراف الرياضي الهادف إلى جعل الأندية شركات مستقلة برأسمال معين تسير نفسها بنفسها
وجعل جهة مسؤولة خاصة لادارة البطولة لها قوانينها الخاصة تسير عليها بعيدا
عن تدخل القطاع العام ، وأن يكون لها بنية إدارية تنظم المنافسة
وجهة خاصة بها تعنى بالتسويق والإعلام والمالية ..، وأن يكون للأندية سجل تجاري ، مراجعة أرباح وبيان خسائر ، ميزانية معلومة ،
وعمال اداريين ، أي كل ما تتطلبه الشركة ...
-أما الاحتراف الكينزي فهو كما دعا إليه كينز من خلال النظرية الكينزية أو كما تعرف بالنظرية النقدية ، التي طالب من
خلالها كينز بضرورة تدخل للدولة لعلاج الأزمات الاقتصادية ، في الجانب الكروي يمكن تشبيه تدخل الدولة بشكل فعلي من خلال الاعانات المالية
التي تقدم للاندية كتلك التي تقدم من الولاية والبلدية ومديرية الشباب .
إن وافقنا على طرح كينز فقد لا يمكن اعتبار الشركة (النادي) مستقلة أو خاصة طالما تتدخل الدولة في تسييره !
وإن وافقنا على طرح المدرسة الكلاسيكية لن تتمكن الاندية من الاستمرار لفترة طويلة ؟!
أم أننا سنجمع بين الرأي والرأي المخالف له
الأول مع تدخل الدولة ، والثاني مضاد تماما لفكرة تدخل الدولة !!!
خالد كرم