الثبات الثبات .... بقلمي

الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد النبي الهادي الأمين الذي بعثه الله رحمة وهدى للعالمين



إخواني الكرام أخواتي الكريمات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته



أعود إليكم بموضوع من جديد لأطرح عليكم قضية من القضايا الهامة الملاحظة في مجتمعاتنا المسلمة لنضع النقاط على الحروف فنحن جميعا مسئولون على حالة هذه الأمة ومن واجبنا أن نبين الداء ونفكر في الدواء المناسب فإننا نعيش حالة فتور رهيب في علاقتنا مع الدين حتى أخرجنا العديد من الأمور وأزحناها عنه وما استطاع بعضنا أن يثبت نفسه على ما يسره الله له من خير فالدافع الأساسي لكتابتي هذا الموضوع يدور حول قضية الثبات المفقود الذي نلاحظ في المسلمين اليوم وخاصة فئة الشباب فالثبات على الدين أي على أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أصبح قليلا وقد استصعب على العديد من الشباب وذلك للتفريط الكبير في الوسائل المعينة عليه فأصبحنا نرى إخواننا لنا كانوا يذهبون للمساجد ويصلون الصلاة على وقتها ويقومون بكثير من أعمال البر ملتزمين بأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله علي وسلم حتى تأتي الريح العاتية فتاخذهم بغتة وتنقلب القلوب رأسا على عقب رأينا العديد منهم في مجتمعاتنا وقد يكون لكم أحبتي قصص لأمثال أولئك الذين نعتقد أننا ربحناهم لكننا نخسره بين عشية وضحاها بسبب شهوة أو فتنة من الفتن ولا شك إخواني أن قلب الإنسان مفطور على ذلك لكن المؤمن يعرف كيف يسكن قلبه ويثبته على طاعة مولاه

روى أحمد والطبراني عن أبي موسى : ((إنما سمى القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن)).

وقال الشاعر:



وما سمى الإنسان إلا لنسيه ولا القلب إلا لأنه يتقلب



ومع ذلك فان المؤمن القوي يحذر اشد الحذر ويعوذ بالله تعالى من أن ينكص على عقبيه لأن الرجوع إلى المعصية بعد التوبة زيادة ظلم فأتبعها بالاستغفار قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : وأتبع الحسنة السيئة تمحها وللاسف فاننا نجد بعض الإخوان والأخوات يدورون في دوامة ارتكاب معصية ثم ندم ثم توبة وفي كل وقت وحين يندم على ذنبه فيقرر التوبة لكننا نفاجئ بأنه يعود من جديد إلى معصيته والسبب الجلي لذلك ان قدرته على الاستمرار في الطاعة تتوقف لما قد يتعرض اليه من فتن واهواء فلا يقوي إرادته وعزيمته ليقرر قرارا نهائيا لكي لا يعود إلى ذلك الذنب أبدا فالأصل في ديننا هو أن ياخذ على علم وبصيرة بكل ما يتعلق به لا على عاطفة أو تفكير يسير كما نلحظه عند تلك الفئة ومن جهة أخرى نجد بعضهم يغالي ويتشدد في العبادة أو في العمل الصالح حتى يتعب و لا يقدر على الاستمرار وهذا كله من الفهم الخاطئ للدين فديننا دين يسر لا دين عسر يقول تعالى {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} وهناك العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة التي تبين أن هذا الدين دين يقوم على أساس اليسر والوسطية والاعتدال لا على التشدد والمغالاة أو التساهل والتهاون .



لذا على الإنسان دائما أن يسعى على أن يقوم بما يستطيع فعله والمداومة عليه بشرط الثبات على ذلك العمل وبشرط ألا يتهاون في الأركان والواجبات التي يقوم عليها ديننا الحنيف فالله تعالى عندما يأمرنا بأمر مباشر في كتابه سبحانه أو عن طريق سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم فمن واجبنا القيام به والثبات عليه فلا نسعى للتفلت منه أو التشرط أو اختلاق الأعذار التي ما شرعها الله تعالى وكذا بالنسبة للنواهي والأمور التي حرمها علينا فالإنسان يموت على ما كان عليه في دنياه لذا يجب عليه أن يثبت على الالتزام وألا يتزعزع حتى يقبضه الله تعالى ويرزقه حسن الخاتمة يقول سبحانه ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) (99) الحجر ويقول سبحانه ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) . إبراهيم 27



فمن واجب أي مسلم أن يسعى إلى أن يثبت قلبه وجوارحه على طاعة الله تعالى وان يسأله ذلك وأفضل ما يدعو به المرء دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))

فما اخسر من عمل عملا صالحا وما استطاع ان يثبت عليه فإننا في هذا الزمان زمن الفتن والشهوات من يثبت على دينه فقد ربح ونجا ومن اتبع الشهوات والملذات ووقع فيها قد خسر خسرانا مبينا لذلك أوصي نفسي وأوصيكم إخواني الكرام على أن تعيدوا النظر في أمور دينكم وتحاول جاهدا أن تلتزموا بما شرعه الله تعالى وشرعه نبيه عليه أفضل وأزكى التسليم وتبثوا على ذلك فإننا والله نخجل عندما نرى أشخاص يعبدون الله تعالى ويجتهدون في ذلك في مواسم الطاعات كرمضان و عشر ذي الحجة وما إلى ذلك من مواسم الخير لكنهم بمجرد أن تمر تلك الأيام حتى يرجعوا على سابق عهدهم من ارتكاب للمخالفات الشرعية وانتهاك للحرمات وما ذلك إلا تهاون و وإتباع للشيطان اللعين أما علموا أنهم مأمورون بعبادة الله تعالى في كل وقت وحين أما علموا أن كل لحظة من لحظات حياتهم فيها فرصة للتقرب إلى الله تعالى بذلك العمل الذي سيقومون به بشرط الإخلاص والتوكل عليه سبحانه فحلي بنا إخواني أن نلتزم ونبث على ذلك ونواجه كل من يكن في نفسه الحق والضغينة للدين ويرد تغيير دين الله و زعزعة استقرار المسلمين من دينهم

وهذه رسالة لك أنت أخي الفاضل اتق الله تعالى واعبده بإخلاص وتوكل عليه والتزم أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم واثبت على ذلك وإياك والنكوص على عقبك

وأنت أختاه احذري ثم احذري من أن يلعب بك الشيطان وتفكري في نزع الحجاب أو في ترك أمر من أوامر الله تعالى وإياك و سماع الكلام المعسول من أعداء هذا الدين ففيه الشر كله واثبتي على طاعة ربك ففيه كل خير لك في الدنيا والآخرة

فهذه تذكرة لي ولكم إخواني عسى الله أن ينفعني وينفعك بها كتبتها بقلمي المتواضع علها تكون دافعا للثبات على ما نحن عليه من خير وتربية لأنفسنا على الاستمرار في الطاعة وزيادتها وترك المعصية ومحوها

اسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه وطاعته



تقبلوا فائق احتراماتي وتقديري

دمتم في رعاية الله