إحذر الصديق قبل العدو :
كم نكون سعداء عندما نكوّن مجموعة من الأصدقاء نألف لهم ... نسمعهم ما في داخل قلوبنا ... نشاركهم همومهم .. يعيشون معنا مآسينا , ندافع عنهم ونساعدهم وقت الحاجة والضيق .. نعيش معهم أفراحهم وأتراحهم وهم يبادلونا بالمثل وكأننا منهم وهم منا وكم نفضلهم أحيانا" على أخوتنا الحقيقيين فكيف نقول إحذر الصديق قبل العدو لأن العدو مكشوفة عداوته لنا بينما الصديق لا نخشى جانبه ونعتبره ثقة بكل شيء وكأنه صفحة بيضاء نعرف عنها السرّي والعلني في خصوصياتها وهو كذلك بالمثل ولو عدنا إلى كيفية نشوء الصداقة مع أحد الأصدقاء بدراسة متأنية لمعرفة الخلفيات المبطنة التي قد يكون لها الدافع الأساسي لنشوء صداقة هذا الشخص من خلال وضع معايير وفرضيات قد تظهر لك حقائق لم تكن ظاهرة لك سابقا" من خلال تطور هذه الصداقة فالذي يخطط للوصول إلى شيء ما أو تحقيق غاية مرجوة من خلال علاقته بك فإنه يظهر تقربّه منك وغيرته عليك أكثر من حتى أخيك فيعرض المساعدة حتى ولو لم تطلبها والغيرة عليك والمودة لك ويأتيك بعشرات الطرق التي تؤكد صداقته لك فتظهر مودته في كل تصرف يقوم به أو عمل يؤديه تجاهك حتى تفضله على جميع أصدقائك فهل مثل هذا الشخص الذي يبدو لك بهذه الخصال ويشكل الأنيس المقرّب منك والصاحب الوفي الذي لا يفارقك والغيور على مصالحك والمساعد لك في كل ما تحتاجه فهل يساورك الشك تجاهه لقاء أي تصرف يقوم به فمثل هذا تكون محبته تغلغلت في أعماق قلبك ومن الصعب جدا" أن تكتشف خفاياه فالحذر هو المطلوب من مثل هذا الصديق وربما أحدهم يقول إذا كانت هذه الحال مع الأصدقاء فلماذا نصادق طالما علينا الحذر منهم فلنتركهم بحالهم ويتركونا بحالنا وطبعا" يا أخي الجنة بلا ناس ما بتنداس وليس كل الناس سواسية من حيث النتيجة فالصديق الوفي الذي لا تبنى صداقته على مصلحة خاصة مبطّنة يكون صديقا" صادقا" فاختيار الصديق ليس بالأمر السهل كما تعتقدون وعندما نقرأ مشاركات لأحد الأعضاء في المنتديات ونعجب بهم ونألف أفكارهم ونسّر لكثرة نشاطاتهم ونلمس من خلال ما يقدموه زوايا معينة نرتاح لها نطلب صداقتهم ونتمنى لقاءهم والاقتراب منهم ومثل هؤلاء لا تكون لهم غايات من ورائها أهداف مصلحية يعملون على تحقيقها ولا مصلحة لهم سوى معرفة الآخر والتعاون معه من مبدأ الإنسان أخا" للإنسان أينما كان فكيف إذا كان يشارك ويعبر عن رأيه بصراحة وحرية وأبادله هذا الرأي وأتعاون معه للوصول لتحقيق مصلحة نبيلة في خدمة هذا الوطن الحبيب ورفع شأن الإنسان ورفع الغبن عنه وزرع المحبة والتآخي بين البشر فصداقة الأنترنت لا تصل إلى الصداقة الحقيقية الكاملة التي أشرنا لها سابقا" في هذه المشاركة إنما تصل إلى المحبة والتقدير والاحترام المتبادل والتعاون بتبادل الآراء والأفكار للوصول إلى تحقيق الهدف النبيل الذي نسعى إليه جميعنا وهؤلاء لا يمكن أن يكون هدفهم الوصول إلى داخل بيتي المادي والحياتي والأسري ليبنوا لي شرا" أو يحققوا من خلالي مأربا" وبالنسبة لي أطلب صداقة الجميع وأتمناها لأنهم يغنون حياتي بالأفكار الجديدة ويزيدوني معرفة" وثقافة" وحكمة وأتمنى صداقة المتحررين دينيا" والمتحررين دينيا" لا يعني أنهم غير ملتزمين بدين معين أو لا يؤمنون بالله عز وجل بل يعني أنهم يعترفون بالآخر إنسانيا" ودينيا" ويعترفون بقدسية الإنسان وغير متزمتين باعتقادهم الديني بأنهم وحدهم على صح وغيرهم على خطأ أو إيمانهم هو الصحيح وغيرهم على ضلال أي منفتحين ومتحررين يحترمون الآخر بغض النظر ما هي ديانته أو اتجاهه السياسي وتكون قناعته مبنية على أساس الدين لله والوطن للجميع وجميع أبناء الوطن متساوون أمام القانون وما عليهم من الحقوق والواجبات والقوانين وتبنى علاقتي معهم على الاحترام المتبادل والمحبة والإخلاص لأن قناعتي هي أن الله خلقنا جميعا" متساوون كأسنان المشط وجعل لنا عقلا" نميز بين الصح والخطأ وأعطانا فكرا" نيّرا"نرسم من خلاله المسار الصحيح لحياتنا وهو الذي يحاسبنا على زلاتنا وأخطائنا فلنعمل على تحقيق قدسية الإنسان البعيد عن الخطأ والملتزم برضا الله والضمير الحي فيكون هو الصديق الوفي والمحب والمتعاون لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن وخير الإنسانية جمعاء وهؤلاء جميعهم أصدقائي وشكرا" .