إلا تنصروهم

أ. أحمد صقر السويدي

أولا : يكن هذا الحدث سبة عليكم:



سينظر لكم ابناء المستقبل الذين سيقرأون تاريخ اليوم بصورة الخيانة والغدر لأبناء الشعب الفلسطيني كما ننظر اليوم نحن لعبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين يوم أن تخلى بثلث الجيش عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد.



ثانيا : يكن هذا الحدث سيئة في صحائف يوم القيامة:

نعم إن جريرة ترك المسلمين للعدو ينال من دمائهم وأرضهم هي من أشد الذنوب والآثام قال صلى الله عليه وسلم :" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".أي لا يسلمه لعدو

وقال تعالى :" وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75)"النساء



ثالثا : سيلحق بناء دعاء المظلومين:

حين استنصرونا فلم ننصرهم رفعوا أكفهم على عدوهم الذي ظلمهم وعلى المسلمين الذين خذلوهم فسينالنا من عقوبة الدعوة علينا شيء كثير.

عندما تخاذل أهل بغداد عن نصر أهل الشام أمام الصليبين جاءهم الأذى من التتار وما يدريك لعلها كانت عقوبة التخاذل ونصرة الدعاء.

إن الظلم بالخذلان شيء رهيب ينبغي أن ينتبه المسلم له.





رابعا : يفوتنا أجر عظيم من الجهاد والنفقة في سبيل الله



سنخسر في صحائف أعمالنا الجهاد بالمال والنفقة في سبيل الله تعالى ، قال تعالى :" مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)" البقرة

وقال صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا ).

إنهم باب من القربات والطاعات من نصرة المجاهد وفك السير وكفالة اليتيم والسعي على الأرملة والمسكين باب لا يكون مثله في الأمة أبدا



خامسا : يكونوا لغمة سائغة لعدوهم:



لم يفعل اليهود بأهل فلسطين ما فعلوا إلا لما علموا أنه لاناصر لهم من العرب والمسلمين بل الذين يسارعون في خذلانهم أكثر من الذين ينصرونهم.



من كان ذا عضدٍ يدرك ظلامته إنّ الذليل الذي ليست له عضدتنبو يداه إذا ما قـلّ نـاصـره ويأنف الضّيم إن أثري له عدد



سادسا : نقص الإيمان

إن من عرى الإيمان أن يوالي المؤمن المؤمن ولو تباعدت عنهم الأوطان قال تعالى :" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)" التوبة

ومنه كذلك التواد والتراحم والتآزر قال صلى الله عليه وسلم :" ترى المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضوا ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى"

فإن لم يكن موالاة ولا محبة ولا نصرة و فقد تناقصت عرى الإيمان من المسلم فإن صاحبها موالاة الكافرين ومود لهم فماذا بقي بعد قال تعالى :" لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22)" المجادلة



وقال الشاعر

تودّ عدوّي ثم تـزعـم أنّـنـي صديقك، إن الرأي عنك لعازب

وليس أخي من ودّني رأي عينه ولكن أخي من صدّقته المغايب



ينابيع تربوية

شكرا لك