فِي رِحْلَةِ سِبَاحَةٍ كَوْنِيَّة فِي فَضَاءِ الرَّحْمَن, يَمْضِي القَمَرُ سَابِحًا فِي فلكِهِ,
يتباهى فِي طَلَّتِهِ بَاحِثاً عَنْ ذَرْوَتِه حَتّى يَغْدُوَ بَدْرًاً كَامِلاً
ثمَُّ يَتَنَاقَصُ حَتَّى يُصْبِحَ ابْتِسَامَةً كَوْنِيَّة
ثُمَّ يَتَوَاضَعُ حَتَّى يَخْتَفِي..!
ذَلِكَ هُوَ القَمَر.. لاَ يَبْقَى عَلَى حَالٍ ثَابِتَة
وَحَالُ الإِيمَانِ أَشْبَهُ بِحَالِ الْقَمَر, لا يستمرّ على هيئة واحدة..! بل تارة يضعف وتارة يزيد.!
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (جددوا إيمانكم) ، قيل يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال: (أكثروا من قول لا اله إلا الله) رواه أحمد
وهذا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: ( إنَّ الإيمانَ ليخلق - أي: ليبلى - في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أنْ يُجَدِّدَ الإيمان في قلوبكم ). رواه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
و لهذا قال معاذ رضي الله عنه لبعض أصحابه: (اجلس بنا نؤمن ساعة)، أيْ: نذكره ذكراً يملأ قلوبنا.
فهل كان الصحابة رضوان الله عليهم في حاجة لذلك و نحن في غنًى عنه ؟!
و هل كان ينقصهم من علمِ الإيمان و عملهِ مثل ذلك الذي ينقصنا.... ؟!
إننا أحوج منهم إلى ذكر الله لتجديد إيماننا, فليس منَّا أحد يسلم من الوقوع في حالة ضعف الإيمان.
بِنـَا أيها الكرام نعرّج على بعض الأسباب التي تجعل إيماننا يتناقص حتى نضع العلاج المناسب:
1- الرين الذي يغلّف القلب بسبب المعاصي، صغيرها وكبيرها.
2- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة.
3- الابتعاد عن طلب العلم الشرعي كأن يظن أنه قد بلغ ما يكفيه, غير أن النفس تحتاج إلى التذكرة باستمرار.
4- وجود الفرد في وسط يعج بالمعاصي.
5- الإغراق في الانشغال بالمال و الزوجة و الأولاد.
6- طول الأمل.
7- الإكثار في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة.
8- عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل فيها.
9- كثرة الهموم والأحزان التى تتعلّق بالْقُلوب
10- الابتعاد عن القدوة الصالحة.
وهذه بعض الوسائل العملية لتجديد الإيمان: