إنه خُلق نادر في دنيا الناس، فالأرض تئنُّ من قسوة كثير من ساكنيها، انتشرت الجرائم والرذائل، كثر القتل وعظم الدمار، مئات، بل آلاف الأطنان من القنابل الفتاكة تنزل على رؤوس البشر، فتقتل الشيخ في بيته، والعابد في مسجده ،والفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، وتقتل الرضيع في أحضان أمه..
ماذا جرى؟ ما السبب؟
إنه غياب الرحمة.
مع أن الرحمة في الحقيقة كمالٌ في التكوين الفطري للإنسان، لكنه حين انحرف عن منهج الله أصيب في فطرته، مما جعله محتاجًا لتذكيره بأهمية هذه الصفة وهذا الخلق.
**أخي: هل تحب أن يرحمك الله؟***
إذًا ارحم خلقه، فقد قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
إن أهل الجنة هم من كانوا في الدنيا يرحمون الخلق ويرقون لهم: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال".
إن من عظمة الإسلام وكمال الشريعة أن أمر أتباعه بالرحمة، الرحمة بالناس، بالمسلمين، بالكافرين، بل بالحيوانات. قال الله عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]. وهذه أمثلة: