جبل الله النفس على الضعف ؛ كما قال تعالى :﴿ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾(النساء: 28) .. وهذا الضعف يشمل الضعف النفسي ، والضعف البدني .. والمصدق لقول خالقه والعالم به ، إذا نظر متفكرًا في نفسه وفي الناس من حوله ، لتأكد من حقيقة مكنون شعور الضعف بنفس الإنسان .. فالإنسان على يقين بينه ، وبين نفسه من حقيقة قلة - بل ربما انعدام - حوله وقوته أمام ، وفي مواجهة ما يحيط به من آيات وجنود الله عز وجل ؛ كالسماء والأرض والجبال ، والزلازل والبراكين ، والرعد والبرق والصواعق ، والريح والأعاصير وفيض الماء ؛ بل أمام ، وفي مواجهة ما يبدو أصغر ؛ كالعقر واللدغ والافتراس .. الخ ( محمود زاهر ) .
﴿ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾(النساء: 28) .
هكذا يقرِّر الله تعالى هذه الكلية العامة الشاملة لكل إنسان ( إن كل إنسان خلق ضعيفًا ) .
- خلق ضعيفًا في نشأته :﴿ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾(عبس: 18- 19) . نطفة : صبابة من ماء مهين .
- وخلق ضعيفًا في علمه :﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾(الإسراء: 85) .
فعلمه قليل ومحفوف بآفتين : جهل قبل العلم ، ونسيان بعده ؛ فهو لا يعلم المستقبل ، حتى في تصرفات الخاصة :
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ﴾(لقمان: 34) .